يسعى المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “GLIDE” إلى تعزيز التفكير العالمي وتسريع التقدم نحو القضاء على الأمراض واستئصالها. ويعتمد في نهجه على مبادئ الملكية الوطنية والحلول المحلية لنشر الدروس المستفادة من البلدان التي نعمل معها، بهدف القضاء على الأمراض واستئصالها. كذلك فإنّنا نتبع منظورًا شاملاً من خلال العمل مع الجهات المعنية، لمساعدة الدول على تبادل الخبرات والتنسيق فيما بينها والتعلم من مختلف السياقات، وذلك لتسريع الوصول إلى أهداف القضاء على الأمراض.
ونؤمن بأن الحلول المستدامة تتطلب عقد شراكات قوية عبر الجهات العامة والخاصة، وعلى المستويات الدولية والمحلية، مع التركيز على التحركات العابرة للحدود والقطاعات والأمراض.
وتتخصص “GLIDE” حاليًا في مكافحة أربعة أمراض، هي:
الملاريا
شلل الأطفال
داء الفيلاريات اللمفي
العمى النهري
وسيكون للقضاء على هذه الأمراض واستئصالها تأثير إيجابي بالغ على حياة الأشخاص فيما يقرب من 100 دولة حول العالم، كما سيسهم في تعزيز الآفاق الاقتصادية العالمية. وتهدف “GLIDE” إلى تقديم نتائج تستند إلى الدروس المستفادة على مر السنين وتوفير حلول مستدامة للمستقبل.
ورغم استخدام مصطلحي “القضاء على الأمراض” و”استئصالها” بالتبادل، إلا أن هناك فرقًا بينهما.
القضاء على المرض:
هو خفض نسبة الإصابة بمرض معين إلى الصفر في منطقة جغرافية محددة نتيجة لجهود متعمدة، مع ضرورة الاستمرار في اتباع التدابير الوقائية. مثال: القضاء على فيروس شلل الأطفال البري في نيجيريا.
القضاء على العدوى:
هو خفض نسبة الإصابة بعدوى معينة إلى الصفر في منطقة جغرافية محددة نتيجة لجهود متعمدة، مع الاستمرار في اتباع التدابير اللازمة لمنع إعادة انتشار العدوى. ويمكن إعادة إدخال العدوى طالما أنها لا تزال موجودة في أجزاء أخرى من العالم. مثال: القضاء على الحصبة وشلل الأطفال في الأمريكتين.
الاستئصال
هو الخفض الدائم إلى الصفر لانتشار العدوى بمرض معين على مستوى العالم نتيجة لجهود متعمدة، بحيث لا تكون هناك حاجة لمزيد من التدخلات. مثال: الجدري.
يُعد الجدري المرض البشري الوحيد الذي تم استئصاله بالكامل في تاريخ الصحة العامة. وبفضل اكتشاف لقاح الجدري في عام 1796، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن استئصال المرض في عام 1980، بعد ما يقرب من قرنين من اكتشاف اللقاح. ومع استئصال المرض، توقفت عمليات التطعيم الروتينية، ولكن لا تزال جهود المراقبة مستمرة.
كما أنّ هناك أمراض بشرية أخرى على وشك الاستئصال، مثل شلل الأطفال وداء دودة غينيا. أما المرض الآخر الذي تم استئصاله، فهو طاعون الماشية الذي كان يصيب الأبقار.
ومن أجل تحديد إمكانية استئصال مرض معين، يأخذ العلماء والمسؤولون الصحيون مجموعة من المعايير في الحسبان، منها:
• هل يسهل تشخيص أو التعرف على المرض؟
• هل يوجد مستودع غير بشري أو ناقل للمرض (أو كلاهما)؟
• هل المرض محصور جغرافيًا؟
• هل يوجد لقاح للمرض؟
• هل هناك وسائل أخرى لقطع سلسلة انتقال العدوى بجانب اللقاح؟
بالإضافة إلى هذه المعايير العلمية، يلزم الأمر وجود تنسيق سياسي واقتصادي عالمي كافٍ، مدعوم بحملات توعية وتثقيف لزيادة دعم الجمهور.
هناك مرضان على وشك الاستئصال، هما شلل الأطفال وداء دودة غينيا، بينما وضعت منظمة الصحة العالمية هدفًا عالميًا للقضاء على 20 مرضًا من الأمراض المدارية المهملة ضمن خارطة الطريق للفترة 2021-2030.
تحديات القضاء على الأمراض
غالبًا ما تكون المرحلة الأخيرة في عملية القضاء على الأمراض واستئصالها هي الأصعب، حيث تتطلب جهودًا مركزة وموارد بشرية ومالية إضافية لسد الفجوة المتبقية.
ويتطلّب تحقيق الأهداف العالمية التزامًا ودعمًا سياسيًا ومجتمعيًا لضمان عدم انشغال الأولويات التنافسية عن الهدف الأساسي.